Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

العالم في انتظار السلام الحقيقي

قافلة الإغاثة القادمة من دير الزور السورية أطول من قافلة الإغاثة التي قدمتها الأمم المتحدة, بريطانيا تقدم 6 مليون دولار لضحايا الزلزال بتركيا وسوريا, وفي نفس اليوم تقدم 2.3 مليار , أي 2300 مليون دولار لدعم الجهد الحربي بأوكرانيا وتستقبل الرئيس الاوكراني كبطل قومي.

الرئيس السوري يبدو باسما، بل ضاحكا امام وسائل الإعلام في بلده التي تسأله عن ضحايا الزلزال بالشمال السوري , وابنته تدعو العالم الى عدم دعم الضحايا لانهم”إرهابيون” حسب زعمها.

وسائل الإعلام الفرنسية تسخر من ضحايا الزلزال الى حد الشماتة والتشفي, كما فعلت شارلي ايبدو, بدعوى حرية التعبير, بينما تنتفض فرنسا كالملدوغ بسم الأفاعي الامازونية لان فلما خياليا أمريكيا يستوحي نهبها للقارة الافريقية قد غزا الشاشات..

أطفال يخرجون من بطون الأنقاض مبتسمين , وسط تهليل المنقذين بوسائل بدائية, بل بالأظافر والمعاول, والعالم لم يبعث يآلية حفر لمدة 72 ساعة الأولى الفاصلة بين الموت والحياة

عالم يحتضر أخلاقيا وقيميا, وشهادة وفاته تكتبها ايادي الضحايا المرتعشة والمتجمدة والمرضوخة تحت الأنقاض

الساسة يتسابقون للقفز على الألم والآهات لتحقيق الأهداف والمنافع, والمساعدات القادمة لإغاثة ضحايا الزلزال تباع في أسواق دمشق وتملأ جيوب الشبيحة وعصابات النظام المختنق بفعل العقوبات..

ومجلس الامن يرفض فتح المعابر لدخول المساعدات للشعب السوري بتعلة ان فتحها يساعد النظام ويقوي صموده ضد المجتمع الدولي,

في نفس الوقت وبالتزامن, يسقط الفلسطينيون قتلى برصاص المستوطنين كغصون أشجار الزيتون الفلسطينية, وتهدم البيوت الفلسطينية يوميا لتسريع برنامج تهويد القدس, وتوضع الخطط للتنكيل بالأسري الفلسطينيين من طرف حكومة يمينية متطرفة تقتل باسم الرب.

إنه العالم الذي يريد الأمين العام للأمم المتحدة تغييره نحو الأفضل, والحال أن تلابيب هذا العالم محكومة بجلاديه.

فالسلام لا يمكن أن يتحقق في ضل معايير مزدوجة, تجعل الديموقراطية حق للشمال الناهب, ومضرة بحتة على أجهزة مخابرات الشمال افسادها بكل السبل المتاحة, للجنوب المنهوب.

والسلام لا يمكن أن يقوم في عالم يعتبر فيه الفلسطيني الذي يناضل من اجل تقرير مصيره إرهابيا , بينما يعتبر الاوكراني بطلا عالميا وهو يناضل لأجل الهدف والقيمة.

والسلام لا يتحقق والديموقراطيات الغربية تدعم الانقلابات على الديموقراطيات الافريقية والجنوبية وتسكت على جرائم لا انقلابيين وارهابهم في حق شعوبهم, بل وتمدهم بالمال والسلاح والقروض وما يلزم لمواصلة القهر والاذلال, لكي تتواصل سطوة السمال الاستعماري.

 والسلام لا يتحقق والدول الغربية تنهب بفحش شديد البلدان التي تعاني من الانقلابات المدعومة من الغرب بافريقيا وغيرها, إنه العالم الذي بناه المنتصرون بالحرب العالمية الثانية, لكي يديم انتصارهم وتحكمهم بالعالم كقوى استعمارية متنفذة مرجعيتها الوحيدة هي القوة والنفوذ المسلح,

 ولكن هذا العالم يتألم من تحكمهم, ويئن من تحجر مشاعرهم وانحدار اخلاقهم وقيمهم, انه يئن فحسب…ولا يظن أن مساعي الأمين العام للأمم المتحدة سيتغير ذلك, لأنهم هم من يدفعون أجرته…

Leave a comment

نشرات إخبارية

سجل معنا لتصلك اخر الأخبار

AncoraThemes © 2025. All Rights Reserved.